الرابحون و (المضحوك عليهم) في سوق اعلانات الانترنت في العالم العربي
بالرغم من انتشار الانترنت الواسع في العالم العربي الا ان اصحاب المواقع العربية سواء كانوا افراداً او شركات يشكون من أن عوائد الاعلانات لازالت دون مستوى التوقعات. نحاول في هذا المقال أن نستكشف اسباب عدم حصول اصحاب المواقع الالكترونية على عوائد مالية اعلى مما يحصلون عليه الان !! ونتعرف كذلك على القوى التي تسيطر على سوق اعلانات الانترنت.
نحب أن نذكّر ان صناعة الاعلان تتكون من ثلاثة لاعبين اساسيين وهم:
- المواقع الالكترونية بجميع اشكالها وانواعها
- المعلنين
- شركات الدعاية والاعلان
ولابد كذلك ان نشير الى ان سوق الاعلان في العالم العربي هو سوق غير عادل وتحكمه المصالح والمحسوبية. ومما يزيد الطين بله هو جهل اصحاب المواقع بحقوقهم وبالتالي يكون موقعهم التفاوضي على تحديد الاسعار ضعيف جدا. ففي الوقت الذي يصرف فيه المعلنين بسخاء على التلفزيون وعلى الصحف الورقية والمجلات فان نصيب اعلانات الانترنت يتراوح ما بين 1- 2 % من اجمالي الانفاق على الاعلانات وهذا رقم ضعيف جداً بالمقارنة مع بعض الدول الناشئة مثل تركيا وروسيا الذي تصل فيه نسبة الانفاق على الانترنت 7% تقريباً.
الرسم اعلاه -والمعروف بـ “نظرية الذيل الطويل” Long Tail- يشرح واقع سوق الاعلانات في العالم العربي. فمعظم الارباح تتكدس لدى عدد محدد من الشبكات والوكالات الاعلانية بالاضافة الى جوجل. اما الفتات المتبقي فيتوزع على المواقع الالكترونية التي تعتمد في دخلها على اعلانات الانترنت وبغض النظر عن جودة وأصالة المحتوى. فمثلاً يمكنك انشاء منتدى والقيام بنقل المقالات من مواقع اخرى فستجد ان هناك معلنين يرحبون بالاعلان لديك بغض النظر عن نوع محتوى موقعك.
دعونا نتعرف علي كيف تمكنت هذه الشركات من السيطرة على حصة الاسد في سوق اعلانات الانترنت من خلال الجدول التالي:
المشكلة انه لايوجد حل سحري تستطيع من خلاله المواقع الالكترونية رفع اسعار وحداتها الاعلانية بسبب سيطره عدد محدد من الشركات التي تنبهت للّعبة مبكرا فقاموا بانشاء شبكات لتجميع زيارات كل المواقع ومن ثم بيعها للمعلنين باشكال مختلفة نيابة عن اصحاب المواقع وباسعار اكبر من سعر التكلفة. من المحزن ان كثيراً من اصحاب المواقع الالكترونية في العالم العربي يعتمدون على الاعلانات كمصدر دخل وفي نفس الوقت لايفهمون طريقة عمل الشركات الاعلانية وبالتالي يفرطون في حقوقهم المالية.
اما شركات الشبكات الاعلانية والوكالات فقد نتطرق لهم بالتفصيل في مقالات مفصلة في المستقبل.
المشاركات
0 التعليقات :
إرسال تعليق